إلى حياتي، و عمري، و زمني الجميل:
هشة هي مخاوفي، و إن كانت ضاربةً في العمق. تكاد
نسمة الهواء الرقيقة أن تهزها و تذهب بها سحيقاً، فمن أكثرُ رقةً منكِ كي تزيلها
من جذورها؟ أضطربُ إثر أفكارٍ مُوقِنٌ ظنونها و كَذِبِها، و أحارُ، أنَّ لي
مواراتها تحت حجاب الأمل. مزعزعةٌ ثقتي بالأيام، و يعز عليَّ أن نبدأ الإبحار في
موج عاتٍ أهوج. ستحملين زاداً شحيحاً، و كذا أريد، فسرعان ما يتغير اتجاه الريح و
يصل حائر الموج إلى قرار.
أخاف تعود بث همومي لكِ، و أن تدمني تعاطيها، و أنا
رجلٌ ذو شجون. أقلق إثر قطرةِ الندى، تسلكُ سبيلاً فوق وجنتيك. و أخشى من تهاوي
الأوراق خريفاً أن يُنشِزَ مغناكِ. آه، كم تلذ لي لحظة من الزمن الجميل، يحملني
فيها نهداك خارج حدود الزمن، و نقاط التفتيش، و فواصل الطريق. تلعمين جهلي بسبيل
مخدعك، و يحلو لكِ انتظارَ محاولاتي رمي نافذتك بحصاةٍ أو رسالةِ حب. و أدعوكِ فوق
البساط الطائرِ إلى رحلةٍ نلامس فيها سقف السماء، و نجاور النجوم، ثم نأخذ غفوةً
في جنانِ الياسمين. إيهٍ، و لي فيها جنتان.
لا أريد الصعود إلى القمر وحيداً. سنهربُ من تلك الأفواهِ
التي تنثر الضغينة فوق صفحة البياض. نَسترشِدُ نبض قلبينا في سبل السماء. رحلة
الفضاءِ، ألين عريكةً من الإبحار في موج مجهولِ الشطآن. سأزعم مُلكَ النجوم، و أنتِ
قمري، تطمع في جيرتكِ كل الأفلاكِ. سيهدأ عاصفُ البال، و يخلدُ في سكون الليل.
يوجدٌ أثر في شفاهك كالحشيش، يحملني من طي الترقب
إلى فسيح الأمل. و في عينيكِ إكسير حياةٍ سيأخذني، يغسلني، و أدخل كمن لا عهد له
بعبادة الأصنام، دين: أخاف اللهَ فيكِ.
تبدو لكِ شكوايَّ ضئيلةٌ، و أنت كالملائكة تستشرفين
الحياة من نوافد الجنة. و تصغر بحور الهم في صدري عندما أروى، عذباً زلالاً،
تنزَّل ليرفعني. و هَمَّ بعنابك القاني، وارد سقيى، و ينبوعَ ماءٍ صافي.
أحاول حمل الحروف تجاه ظني السيئ، فأُعصى في قلمي،
و يشاءُ مثل ما تشائين. تطلبين إغماض عينيَّ، و أشرع في رحلة الوصلِ. رؤوس أناملك
تنتظر البحار "بعد طول مشقةٍ" فيحلو له المبيت و الإصباحُ في المرسى.
نثر حلو