Nostalgia

Saturday, December 24, 2011

I stand statically, a quiet music plays in the back of my head, and notice the time passage. I see the wind storms the faces, clouds paint beards and hairs, rain floats over sad eyes. I can appreciate myself aging while observing how people around me get older. Still, I'm young, as a template not as a spirit. To tell the truth, as we get older we become sadder.

It’s amusing to blow the dust over the shelves of my memory. To rediscover what was hidden along the days. To find the perspective I saw events through. To remember some mistakes, and shamefully figuring out that I didn’t learn from my mistakes after 4 years. A human being is born with his/her own flaws. It’s not easy for oneself to chance. Maybe the outer shield grows less or more with days. However, the inside core is still the same.

Last sentence I wrote in this diary was 4 years ago. Reviewing it makes me questioning of what has changed. I’m still the same fragile person. I found out there’s nothing for me in the past. Also, my brain could really deceive me to believe that I had graceful past. I’m really surprised to see how my memories are reformed the way it feeds my ego and support my arrogance. I’m not sure if I acquired some built in capabilities to utilize when I face same or similar scenario. To tell the truth, reading through my past reinforces the mistrust in myself. 

I run out of topics. Maybe it's just the time to quit and review what I have established: self-deceiving. I realize I'm just a fake picture of greatness, yet, nothing related to it. Apparently the strong and well-constructed self-image has been shaken. I'm shaken. And while I write this, my eyes are full of tears. I don't find it insulting when a man cries. It just reflects the strength in its weakest points. 

So, more suffering and agony produce more beautiful and artistic pieces. Can I reach a life without pain? And if so, would it be less creative? Am I sort of pain addict? Many believed that pain motivates the most. I admit publishing once that sex motivates the most, but I’m changing my mind. Still, the question was asked many times: was it worth it to ache for the sake of writing outstanding article or poem or paint or do music? On one scale, the human legacy, I think that I trust somebody, someday, to write or establish something better that I or you did. I want to be a step for civilization to climb closer to beauty, peace, and perfection? Are you willing to do the same? On the other hand, is my weak should capable to bear the weight of the world?

The sea of memories is very stormy and wild. I’m not sure if I soon regret opening these diaries. I mean, it’s not like Pandora's Box, but for the record my initial reaction was sneezing and coughing. Currently, I’m having something like stomachache. I fear that my heart soon would ache. However, as I opened this book, I have to say sorry, and I mean it, to many people I did hurt in 2008. Also, to those who harmed me, I forget and forgive you all. Good night & Merry Christmas, everybody.

عقد مع الشيطان

Friday, December 16, 2011

قضيت الليالي السالفة اتقلب على نصل سكين. حتى أحاطت أفكاري و أفكار غيري بقشرة البيض التي تحمي دماغي، و سرعان ما وجدته غارقاً في موجٍ هائجٍ، من الخواطر، لا يهدأ أو يصيبه شيءٌ من تقلبات القمر. فقدت الإحساس بالمحيط الذي يغلف جسدي، و بالزمن الذي يتلفه، و بوجودي، وجود ذاتي في عالمٍ من الألم.

على العكس من الاعتقاد السائد، لم يختفي تحت أجنحة الظلام وقت لقائنا. كانت معاول الفجر تكسر ظلمةَ الأفق، و ينزف السواد دماً قانياً. أوشكت الشمس على الانبلاج شرقاً، لكن وهجاً من الضياء أشد قوة و لمعاناً يجذب أنظاري غرباً. كانت كتلة النور تلك تقترب مسرعةً حتى غمر البياض جسدي و دماغي. تجل الضياء عن جسد شابٍ وسيم، له جناحان شاسعان من الجلد الرقيق الذي يكاد أن يرى النور من ورائه. عرف نفسه باسم (حامل الضوء). كان الشيطان ماثلاً أمامي. 

تحدث حامل الضوء عن الألمِ، و من يعرف الألم مثله؟ قضى دهوراً طويلة يعاني من حرقةٍ داخله، و ألمٍ لا يكاد أن يُنسى، حتى تذكره دموع البشر به، و خطاياهم. أراد تعليمي كيف الحياة أبهى دون أن تنغص عليَّ ساعات التأوهِ. كنا نتناقش و الأفلاك تحيط بنا، و ينهمر حول جسدي سيلٌ من النيازك المضيئة التي ترتحل كالعصافير المهاجرة عبر المجرة. خطفت من خاطري كل حجةٍ أعددتها و أنا منصتٌ لبوحه. ياللحسرة التي بداخله، طرد من الجنة، مثلي. تكدرت عينيَّ بالدموع، كلانا سلكنا، اختياراً، سبيل الألمِ.

تعلقت في أذهان البشر صورة المسيح جاء ليخلص الناس من العذاب. و بالمقابل صُلِبَ الرجل، و تجرع الخمرَ مراً و حنظلاً. درات الأقدار و صديقي الجديد يشير ببنانه على صدري، طارفاً بعينيه بعيداً أهناك من يسترق السمعَ؟ ليبوح لي مبتسماً، طريق الخلاص من الألم لن يكلف أكثر من عقدٍ بسيط أقدم فيه الشيطان داخل غلافٍ من السكر في مواضيع مدونتي. أبرمت صفقة مع الشيطان.

مصباح النهار يخترق لذيذ نومي. أكنت أحلم، أم أصابني مسٌ من الشيطان؟ احترقت يديَّ بالماء الساخن، و لم أشكو. لم يصبني شيء من الأسى إذ رأيت يدي تلتهب و تشوح بالأحمرِ. غرزت سكيناً في لحمي، منتظراً صوت الآه من فمي. لم أبالي بعدها بلون الدم يصبغ ملابسي. صرت أخطو فوق النار، و كنت أعلم قُربَ أعصاب الألم من تلك التي تدرك الحرارة، و فطنت أن صديقيَ المجنون عطل الاثنتين. 

صدق حامل الضوء، حياتي أبهى دون ألم! هناك خيط رفيع في نفوس البشر، يبحر بين شاطئي المعاناة و الحزن. عندما أوهب قلباً لا يتكدر بفراقٍ، و يدرك حلاوة اللقاء، أرى حوريات الفرح تطوف حول قلبي و مبسمي. أمسي قليل النوم، و أصبح حاضر البال، نافذ البصيرة. لا يزعجني لهيت الصيف، أو قارس الشتاء. تيقنت داخلي بأن العالمين يتمنون عيشاً مثل عيشي.

مرت عقود قليلة حتى رأيت أخاديد الهرم تحفر وجهي، و للمرة الأولى منذ سنين، جزعت أن أغرق في موجِ تقلبِ الليل و النهار. أضف بضع  أعوام و إناث أنستني سكينة القلب و طمأنينة الروح. جسدي الثمين، و روحي الأثمن تبدوان أرخص عندما لا يستوعبا عاقبة الجروح. حينها تمنيت دمعةً تغسل ندوباً رسمت خارطة الأيام فوق جسدي. كيف استمطرُ الدمعَ من عينٍ نسيت معنى الألم؟ و استحث الدمَ ليصبغ مكامن القصاصات، عساه يومض بذكرى في الماضي السحيق تنبض بالأسى في شرايني.

لم أكن بحاجةٍ لطقوس، أو أضاحي، أو صلوات تستدعي الشيطان من مكمنه. لا تفصلني عن إلفي إلا نداءٌ حتى يمثل أمامي. خذني بعيداً، قد تتناهى في الفضاء أنفاسي. في جوار القمرِ، نستظل به من شعاع الشمس. صوت الصمتِ، طربتُ كيف تدور الأفلاك في هدوءٍ. من يحملُ صوتي أريد أن أنقض العهدَ. لم يتعجب من طبعٍ كمين في نفوس البشر. أدار بظهره، فجزعت قد أترك هنا إلى الأبد. أَبَدِي أنا سنين قليلة و ينقضي بعدها أجلي. يبدو أن هناك طرقاً كثيرة للموت تألم حتى لفاقد الإحساس بالألمِ.

في سكوتنا تحدثت الأفكار. قضيت أسبوعاً بعد لقائنا و أنا أنقب في مكنون عقلي عن أوجع طريقة لإنهاء حياتي. أردت أن انتقم لنفسي من الشيطان. الموت غرقاً، الموت حرقا، الموت صبراً، حتى الموت نائماً يُوجِع. ضحكتُ و أنا أمسك النصل فوق قلبي، هنا تكمن كل الحكايا، لو توقف عن النبض، ربما تنتهي معاناتي. أردتُ أن أحميه من الألمِ. طعنة. أتحسُ الألمَ؟ طعنةً. قلبي هنئياً لك. لن تحس بشيءٍ أبداً. طعنة.

رحلة الضوء

Friday, December 02, 2011

كيف أقول لكِ أن حروفي جامحةٌ في فرارها من صدري؟ لا أكاد أن امسك زمامها حتى تختفي داخل أخاديد عقلي. كيف أكتب لكِ رسالة حب، أو اعتذار، أو رجاء، و بينك و بيني أعاصيرٌ و برق و رعدٌ و زلازل تهتز في السماء فتخشع الأرضُ؟ لا أعلم ما القصة، و لكنها تتعلق بشيءٍ في عينيك. حين تختزل طرفة عينيك رحلة مليارات السنين. الضوء يسافر باحثاًعن مأوى، و قد استنفذ في بحثه ثلاثة عشر مليار عام. عمر الكون يفنى، و يبدو ضئيلاً، كضآلة بني البشر و هم يزمجرون و يعربدون، و ينضب العدد الطويل هذا حتى يحسب بالليالي و الأيام طلبا لملجئٍ في مقلتيك.

كم هي سخيفةٌ حساباتنا عندما تقف أمام الدهور التي تأصلت في الأبد، و تأول إلى الفناء. كم يبدو وجودنا عارضٌ، صدفة، زلة، أو إساءة اعتبارات أولية. خلقنا على وجه الأزرق صغاراً و هو ضاربٌ في الهرمِ، يكاد عمره أن يبلغ الخمسة مليارات ربيع. و ربكِ، لم تكن سنونه كلها ربيع. لولهة راودتني الظنون أن الدماء التي تراق أو الدموع التي تنهمرُ ستثور. ثورةً سرعان ما تنتهي، و وجودٌ أوشك على التناقص و التأكل. ستأكل الأم رضيعها، و تسقي دمائه آديم الأرض، علها تلج رحماً لجنونٍ جديد، أو تثمر خمراً و كافور. ستشرق الشمس قريباً على أرض من غير آدميين، و ستشرق اليوم الذي يليه، و اليوم الذي يليه، و يليه، و يليه.
إن بقائي سرمدي و ذكري خالدٌ بين العالمين. ثقتي الممزوجة بالجنون تكمن في عمري. بنى جسدي غبار النجوم السابقة، و كل ذرةٍ في جوارحي تأتي من مجرةٍ سحيقةٍ و بائدة. أنا بقية النور الذي احترق، و أنا الذرات التي تحكي عن الكون، و تلهج بذكر الرحيل منذ مليارات السنين. سأختفي عن وجه البسيطة، و ستفنى البسيطة، و ستحمل العواصف الكونية، غباراً داخل جسدي، لجسدِ أنثى بعيدة، في مجرة أخرى، و كون موازٍ. 

أعلم أنكِ تبغضين الفيزياء. حقيقة وصولك سالمةً لهذه الجملة تثبت حقيقةً واحدة، تجاوزتي الحيز الأكبر من مناقصي و عيوبي. أعزائي ابتعدوا و عطلوا الباصرة، أثقلت في حديثي السابق تنفيراً لكم. العمر الذي تحمله أجزائي يجعل التنبئ بالمستقبل سهلاً في مرمى العين و متناول العاقلة. لذا أقول لك بثقة المليارت التي اجتمعت في جسدي أن حياتي الباقية القصيرة أصعب عندما تُعِرضين، من تجمع العناصر التي شيدت وجودي. أصعب من صناعة العوالم و تفجرها، و إعادة بنائها و هدمها. اسمعيني، مر الكون بعصورٍ كان يخطأ ليتعلم. هل اخطأت؟ أنا هنا لأتعلم!

أنا و أنتِ و العالمُ الأوسعُ. أنا و أنتِ و رحلةٌ بين النجوم، و الأجرام. أنا و أنتِ، و رجاءٌ، "آهٍ، كم عذبني طول الرجاء." يبدو الكون ضئيلاً عندما أصنعهُ في سطوري و أجعله نداً لوجودكِ ثم وجودي و من بعدُ صنعة اللهِ التي ليس كمثلها شيء. أعلم أن العين لازالت تتلصص و تسترق وميض الكلمات. كذاك الوميض الذي يشع من عينيكِ. و لأنهم يقرأون معكِ تتغير أشكال الحروفِ، و تختلف معاني الكلماتِ، و تتمحور الجملُ تحت عين الملاحظة من وداعٍ إلى لقاء. سألقاكِ عندما يلتقي ضوء ساطع سحيقٍ بروعكِ، علهُ ما تبقى من الوحي، و ما نُسِيَ من سلالة الأنبياء.

فداءً لعينيك كل جرمٍ منير، و ألف صلاةٍ قدمتها بين يدي ربي فيها من الأماني ما أثقلت حمله فكري و قلبي. فيها من الجنون ما يدفعني أن أنهجَ سبيلاً عسيراً طلباً لوصالكِ. فيها من القوةِ أن أجمعها بصدري و ألا ينفجر، و من الرقةِ أن تذرف عيوني أدمعاً حين تلاوتها. و فيها من الضعفِ أن تنساق تحت ركاب الكلماتِ، قاصرةً في تعبيرها، ناقصةً في معانيها. ضئيلٌ أنا، عندما أرى الكون و انهمك في أرقامه. ضئيل حينما أراكِ ترحلين كسرعة الضوء ببهاء وجودي، و عجيب صنيعي.