صبايا نجد

تلم الصحراءُ في أحضانها
الغموضَ
جنةٌ تخفي فيها الحورَ العينَ
و تحرس حورها
بكثبانٍ..
تحسبُ قسمة الموت و الحياة
بين فكيها..
و شمسٌ تُجّن بالجمال
تبصره بعينيها
فتحرق ما سواه
و تبقى منيعةً ذرات الرمل
تثير الخوف في قلوب واطئيها..
إلا فارسها و غازيها..
أقطع سبيلي بجذوع النخل
طريقاً يسيرا..
أشق ورائي قناة ماءٍ
تجمع بحار وجدي
بصحارى و ظامِئيها
فتهجر صبايا نجد
عروشهن
طلباً
للوذ في شطآني
عرايا يحمن
حول موجي..
يسألنّ في قعر قلبي
اللؤلؤ و المرجان..
حتى إذا غفت في ذهولهن
قلوبٌ و عيون
أغدر كالملك الضليل
بثيابهن
أرى الندى
يصُّبِح بأعواد الورد الرهيف
أعجوبة تفضح سر الحياة
في معطيها
و تسبح في أجسادهن
الشمسُ،
و القمرُ،
و الشفق،
و منطقُ الإدراكِ
آله الجمال الذي يبصرُ
فتخبط المنطق
و تعطل الإدراكُ
أرى الخجل على خدودهن حينا
يغفو
فترقص الصبايا
يقتربن لقبلةٍ
تثير الدم في عروقي
و تشعل النار في نواحٍ
فيُسجدُ للنار كفعل المجوس
و تشرق شطآني
بنيران عند كل بكرٍ
ألهبتَها شفاهٌ تقبل
و أشياء آخرى
و حينما
تدرك الشمس مجلسنا
يهبن نحوي على حياءٍ
يسألنَّ أين الثيابَ؟