Smooth Sailing |
تتسلل ثقوب النسيان ذاكرتي، كيف وصلتُ هنا؟ وجودي
في هذا البعد ينفي تكرار ذات الوجود في بعدٍ أخر، كعالم الأحلام مثلاً. تبدو كل
خيوط الشعر على جسدي متأهبة للقتال، لتبعد أي تسلطٍ أو تدخلٍ من هذا البعد الجديد.
يبدو التوتر على أشده في زوايا المكعب الذي يستوعبني، و تزداد حدة الألوان كلما
اقتربت لتلك الزوايا. يزداد التوتر في زوايا المكعب الذي يستوعبني، كلما توهجت
الألوان و تصرخ بحدة الأحمر، و طغيان الأسود. تتولد كل مخاوفي في ذاك الحَدِ
المعتم. و سرعان ما ينقضي حملها، لتخرج من باطنه أيدٍ تمتد مسرعةً، تلتف حول جسدي،
تخنقني، تبعدني عن وجودي الحاضر، و تبتلعني في الرحمِ الذي أنكحتهُ مخاوفي!
الحلمُ الجديد يبعث بالسأم. كم هو مللٌ دوران
العالم حول محجري. و قبل أن أنام، داخل الرؤية، أشرع في الحلم. أنا أحلم في وقت
اليقظة، أنا الحالم اليقظان. و كل ما يحتلُ فضاءَ بصري مختلف، يزهو بألوان غير تلك
التي يراها الآدميون، و الآدميات. الحرمان الذي يطوقني في الفضاء الأسود، و ثقل
الأجرام فوق كاهلي يدفعني إلى الإدمان، أحقن ألمي بالألوانِ لتستكين، و أسقط في
بحور الهوى. أقتفي نبضات الموسيقا في الكونِ الأرحبِ، (هل رأى الحبُ سكارى مثلنا؟)
يشع القمرُ
طرباً، يلتمع وهجاً كالشرر. ذاك الجرم الكئيب هناك، هو دليلي في سبل السماء. عزمت
أن أذكر محبوبتي في هذه السطور، لكن حروفي كلها تسبح بقدسها، و تلهج بجمالها، و
تدور حول محيط خصرها. كيف لي أن أربطَ حزام الصمتِ على مجاعةٍ كالسواد السابق،
يبتلعني، يلتهمني، و يغمر أحشائي باللون الأحمرِ. كيف أخفيكِ عن عيونهم و أنتِ
تتجلي بقدسية ملائكية، في كلِ ما تدركه الباصرة، أو تبهرين المنطقَ الذي يتحايل
على العاقلة. و ربكِ الذي لا يعبدُ سواه، بحارُ علومي تتقصى راقصة الباليه، و تتبع
كل حركةٍ في كل مفصل، و كلَ أمرٍ حكيم يتنزل من الماكينة العليا إلى أخمص قدميها.
و أدرك بالمعرفةِ التي لا ثاني لها، كربكِ، كيف جرى ما جرى من رقصة مذهلة. و لكني
عندما أمثل أمامك لا أزال اتهجأ حروف الجمال، و أركض لاهثاً وراء هندسة زوايا معبد
الحسن الذي يختفي وراء عينيكِ.
أنا أحلم، و كلما أفرطت في الحلم، تجرأت أن أتجاهل
الحدود التي تفصلني عنكِ. و كلما تجاوزتُ محظوراً تفجر الكون الأسود بالألوانِ
المشرقة، كأنها حربٌ بين جيوشٍ من عينيكٍ و حرس عالم الكآبة. كيف لتلكَ العينين أن
تمطرَ دموعاً، و هي تشع بهجةً و رأفة؟ دعي النجومَ تلتم حول قطراتِ الندى، لتصير
أفكاراً، تضحكُ واقفةً، و تولدُ يراعاً و كلمة. ياللجنون الذي يقودني، أتشجع و
أصرخ متجاهلاً الديجور الأعلى، أنتِ لست كآلهات الأغريق أو أم المسيح، سماويةٌ في
تكوينها خالدة في بقائها، فتلك العوالم بعيدةٌ عن حواسي التي ستأول إلى الزوال و
الفناء. أنتِ مذكورة اليوم، منسيةٌ غداً، مثلي أنا، و مثل الأيام، و تتابعِ الليل
و النهار. و لا أعلم هل نحن من ننهك الأيام و نقودها إلى الزوال، أم هي التي تقتات
على أنفاسنا و لحومنا؟ في أحلامي، أنا الفيزياء، و أنا الزمنُ، أخلق الأفق الذي
يحمر استغاثةً و يتمسك بخيوط الشمسِ ألا ترحل، و أزرع النجوم في تربة الليل الأسودِ.
أعكس الزمنَ، و تعود سلسلة الحياة إلى أيام الطفولة، و كلما تنقص أعمارنا، تزدادين
جمالاً. في الأحلام أنا الخلودُ، و عندما أغمض عينيَ أُعمِرُ إلى الأبدِ.
سياق الرؤية يزداد جنوناً، يزأرُ كالأسدِ. لا أملكُ
أصابعي، و أفقد السيطرة على ذاتي. أرمي كل الأغلالِ التي ابتلعتني، انستني من
أكون، و شغلت قلبي عن الخفقانِ. أصمتُ، لأهربَ دونما تلحظني أطراف السواد أو
شياطين العذاب. أسرق في سبيلي خارج العالم الذي أنهكني شعلة النار، ترشدني في
طريقي إلى الخلاص. حتى أصل، و أقف عند الوادي المقدس، يمين الشجرة التي باركنا
حولها، و أصلي: (ربي ضعتُ داخل أحلامي.) اخلع الدنس فوق جلدي، و أتعرى، هكذا خلقتُ
و هكذا سأدفن. هكذا أمثلُ أمام عينيكِ بيدي النار، و بيدي صك الغفرانِ. أصمتُ أمام
جلالكِ، و قلبي يسألُ عينيك: تعري؟ نحن في الذنب شركاء. تسكن ذاتي بين نهديكِ، و
تختفي أنفاسي في مغارةٍ ضاعت من قبل فيها أفكاري. تتلاقح بين الثدي و الثدي، أمهات
الندى، و يصير عندنا أولادٌ من قطراتِ الماءِ.
تهز الدار رسلُ العاصفة. مطرٌ مثقل بالثأر، حملته
أبعادٌ عاصرتها سابقاً. و يطول الليل كلما تسابقت رسل الفجرِ في سماء الليلة البارحة.
تطلب بصراخٍ يفزع عينك الساكنة، شعلة النار التي سرقتها. تودُ أن تهدم عمود النور
الذي يحمل سقف الدار. لا تحاربي جنون الليل، أغمضي عينيك سنلحمُ. تعلمين أنكِ
تعاشرين رجلاً دون وطنٍ. رأس مالي أن أطرق باب الأحلام، أطلب الجيرة أياماً ثلاثة،
و بعدها تلاحقني العاصفة.
this's barely a translation to this entry
0 comments:
Post a Comment